أنواع مرض السكري
- النوع الاول
وينتج هذا النوع عن نقص كلي أو جزئي في إفراز الأنسولين من غدة البنكرياس ولذلك يعتمد هذا النوع في علاجه على استخدام الأنسولين وبصفة منتظمة بالإضافة إلى إتباع نظام غذائي صحي ليحافظ على نسبة السكر في مستواه الطبيعي ويعرف أحيانا بالسكر المعتمد على الأنسولين أو السكري الشبابي. وتبدأ أعراضه عادة فى سن مبكرة. علاجه الجراحي هو زراعة البنكرياس
- النوع الثاني
يحدث بسبب وجود نقص نسبي في إفراز الأنسولين بحيث لا يتناسب مع كمية الكربوهيدرات أو السكريات التي يتناولها الجسم, أو بسبب وجود خلل ما في الأماكن المحددة لعمل للأنسولين على جدران الخلايا (المستقبلات), وتزداد كمية السكر في الدم مع عدم قدرة خلايا الجسم المختلفة على الاستفادة منه مما يتبعها أمكانية ظهور أعراض داء السكر ويعتبر هذا النوع من الداء السكرى الاكثر أنتشارا. فى كثير من الاحيان يكون متلازما مع أرتفاع نسبة الدهون والكولسترول بالدم مما أدى الى تعريف هذا المرض من قبل منظمة الصحة العالمية بالمتلازمة الاستقلابية ويلازم هذا المرض دائما نسبة من البدانة سواء كانت بسيطة أو مفرطة
والعلاج الطبي المتاح هو محافظة المريض على مستوى السكر فى الدم عن طريق النظام الغذائي السليم و النشاط البدنى والعلاج الدوائي و تخفيف الوزن
- الثورة العلاجية للنوع الثانى من داء السكرى
الى وقت قريب لم يكن يتصور الكثيرون وجود علاج شافي ودائم للنوع الثانى من الداء السكرى الى أن بدأت عمليات البدانة المفرطة على الجهاز الهضمى فى الظهور و ظهر ما يسمى بالجراحة الاستقلابية
- عمليات البدانة المفرطة
بدأت هذه العمليات فى الخمسينات من القرن العشرين ومرت بمراحل تطورمتعددة وضمت تلك العمليات عمليات تدبيس وتحزيم المعدة وتحويل المسار وتصغير المعدة و كانت دائما مصحوبة بنسبة نجاح عالية تتخطى السبعين فى المائة من ناحية أنقاص وزن المريض الى ما يقرب المعدل الطبيعى وكان هذا مدعاة للمنظمات والهيئات العالمية مثل الهيئة الصحية الدولية الامريكية والمجموعة السويدية لدراسات أمراض البدانة الى أصدار توصيات صحية خاصة بهذا الموضوع ومجمل هذه التوصيات يفيد بأن جراحات البدانة المفرطة على الجهاز الهضمى للمعدة والامعاء هى الطريقة العلاجية الوحيدة التى تمكن من علاج هذا المرض لفترات طويلة وبنسب نجاح عالية ومقبولة ولا يمكن مقارنتها بأى علاج محافظ غير جراحى معتمدا على الادوية والتنظيم الغذائى
وبمتابعة مرضى البدانة المفرطة الذين اجريت لهم تلك العمليات تمكن العلماء والباحثون من تسجيل نتائج تلك العمليات ليس فقط على وزن المريض ولكن ايضا على المضاعفات التى دائما ما تصاحب مرض البدانة المفرطة من أرتفاع ضغط الدم و أمراض القلب والشرايين والداء السكري كما ثبت وجود تحسن كبير يتخطى التسعين بالمائة فى معظم الاحيان بالنسبة لتحسن الامراض الناجمة عن هذه البدانة و المرافقة لها وتشمل الداء السكرى والمتلازمة الاستقلابية. وتوصل العلماء الى نتائج باهرة فى هذا المضمار ومنها أن مستوى السكر فى الدم قد تحسن بل ووصل الى نسب طبيعية لدى نسبة كبيرة من مرضى البدانة المفرطة والذين يعانون من مرض الداء السكرى والذين أجريت لهم العمليات الخاصة بالبدانة و أن هذه المجموعة لم تعد بحاجة الى تناول الدواء للسيطرة على نسبة السكر فى الدم وكل ما يحتاجه هؤلاء الاشخاص هو متابعة حياتهم بصورة صحية دائمة عن طريق تناول النظام الغذائى السليم ومزاولة النشاط الرياضى والابتعاد عن العادات السيئة التى أدت بهم الى هذا الحال فى المقام الاول وبهذا يبتعد المريض عن مخاطر الداء السكرى على الاجهزة المختلفة بجسمه مثل الكلى والعين وشرايين الساقين والقلب وأعصاب الاطراف
- بعد أجراء عمليات البدانة المفرطة
وهناك عدة عوامل تحدد مدى استجابة مرضى البدانة المفرطة للشفاء من الداء السكري النوع الثانى بعد العمليات العلاجية لهذا المرض. وقد قرر الاطباء أن هذه العوامل هى سن المريض والتاريخ الزمنى للمرض ومدى فقدان الوزن وتوصل العلماء الى أن أكثر المرضى أستفادة من هذه العمليات بالنسبة للشفاء من مرض الداء السكرى هم المجموعة الاصغر سنا وذلك لان االخلايا فى هذه المجموعة تكون اصح من المجموعة الاكبر سنا كما بكون لدى الخلايا قدرة اكبر للاستجابة لهرمون الانسولين عن تلك الخلايا فى المجموعة الاكبر سنا
والذين لديهم تاريخ زمنى قصير –أقل من 10 سنوات– بالنسبة لمرض السكر يكون لديهم فرصة أكبر للشفاء من غيرهم ذوى التاريخ المرضى الطويل وذلك لأن خلايا البنكرياس فى هذه المجموعة تكون فى حالة أفضل ولديها مقدرة أفضل على أفراز الانسولين عن المجموعة ذات التاريخ المرضى الطويل والذين يعانون من إجهاد فى خلايا البنكرياس
أما بالنسبة للمجموعة والتى فقدت وزنا أكبر من غيرهم فهؤلاء تتحسن نسبة السكر لديهم أكثر بكثير من المجموعة التى لم تفقد نفس القدر من الوزن
والجدير بالذكر أنه لوحظ أن هناك مجموعة من المرضى تحسن لديهم مستوى السكر فى الدم وذلك قبل أن يفقدوا أى من الوزن الزائد وذلك فى غضون ايام قليلة من اجراء العملية الجراحية -تحويل المسار- وكان السبب العلمى المقترح هو التغير فى مستوى هورمونات الجهاز الهضمى المعاكسة للأنسولين و التي تعد مسؤولة عن المقاومة للأنسولين بعد الجراحة
- الأسباب العلمية للشفاء من مرض السكر بعد أجراء عمليات البدانة المفرطة
تجرى الابحاث لمعرفة أسباب تحسن الداء السكرى بعد جراحات السمنة وقد تم أكتشاف مجموعة من هرمونات الجهاز الهضمى والتى تفرز من المعدة والاثنى عشر وكذلك الاجزاء المختلفة من الامعاء الدقيقة وأن هذه الهرمونات لها علاقة وثيقة بالتحسن فى مستوى السكر فى الدم بعد أجراء عمليات اليدانة
- هرمونات الجهاز الهضمى التى تم أكتشافها حديثا
هرمون الجريلين
يفرز من الجزء العلوي من المعدة وهوالمسئول عن الاحساس بالجوع ووجد أن مستوى هذا الهرمون فى الدم ينخفض بطريقة ملحوظة بعد أجراء جراحات البدانة المفرطة حيث أن الطعام بعد هذه الجراحة لا يمر على هذه المنطقة مما يقلل من افراز هذا الهرمون
هذين الهرمونين ترتفع نسبتهما فى الدم بعد أن يتناول المرضى الذين أجريت لهم عملية تحويل المسار كمية بسيطة من الطعام حيث أن الطعام يصل بسرعة الى هذا الجزء من الامعاء الدقيقة ويختلف عن الوضع الطبيعى بدون جراحة أو ما قبل الجراحة مما يتسبب فى شعور المريض بالشبع بسرعة
- دور الهرمونات فى علاج الداء السكرى يمكن تفسيره من خلال نظريتين
- النظرية الاولى: عن طريق تنظيم وجبات المريض الى كميات صغيرة مشبعة نتيجة قلة الاحساس بالجوع وسرعة الاحساس بالشبع فى بداية الوجبات وهذا التنظيم الغذائى فعال فى علاج السكر كما أنه يؤدي الى نقص الوزن
- النظرية الثانية: من خلال تأثير هذه الهرمونات على البنكرياس مما يحسن أدائه لافراز الانسولين كما أنه يحسن حساسية الخلايا للانسولين والمعروف أن من الاسباب الرئيسية للداء السكرى مقاومة الخلايا لهرمون الانسولين
- عمليات مستحدثة لعلاج الداء السكرى
بدا هذا النوع من الجراحات عن طريق جراحة تغيير مسار الطعام من المعدة الى اللفائفى دون المرور على الاثنى عشر وهذه تعتبر أول جراحة مخصصة لعلاج داء السكر فى العالم حيث تم اجرائها فى عام 2004 لمريض مكسيكى الجنسية بواسطة جراح من دولة شيلى ويسمى دكتور روبينو وتم شفاء هذا المريض من داء السكرى كما هو مثبت من البحث المنشور فى الدورية الطبية الخاصة بابحاث السكر
كما تشمل الابحاث الخاصة بعمليات داء السكرى على جراحة مستحدثة بواسطة أستاذ جراحة برازيلى الجنسية دكتور سانتورو و الذي يقوم بأستئصال الثرب الكبير والذي ثبت أنه يحتوي على كمية كبيرة من الدهون الغير كامنة والتى تفرز مواد تزيد من مقاومة الخلايا للانسولين كمادة الريزستين ومادة البلزمينوجين ووجود هذه المواد فى الدم هو أحد مسببات داء السكرى وبالتالى عند استئصال الثرب الكبير تقل نسبة هذه المواد بالدم وتتحسن حساسية الخلايا للانسولين كما اضاف دكتور سانتورا فى جراحته بجانب أستئصال الثرب الكبير استئصال جزء من الامعاء الدقيقة لهؤلاء المرضى والعودة بطولها لاقصر حد طبيعى وهو حوالى ثلاثة أمتار و سبعين سنتيمتر وأستئصال الجزء الزائد عن ذلك فى اثناء الجراحة
أن هذه المجموعة من العمليات ما زالت في طور الدراسة ولابد ان تظل تحت المتابعة الطبية لفترات طويلة ولعدد أكبر من مرضى داء السكرى قبل أجازتها كعلاج فعال طويل المدى وهذا يختلف عن جراحات السمنة المفرطة حيث أن هذه الجراحات قد أجريت على أعداد كبيرة من مرضى البدانة المفرطة والذين يعانون من الداء السكرى وثبت نجاحها فى علاج البدانة ومرض داء السكرى و المتلازمة الاستقلابية و من هنا جاءت تسمية الجراحة الاستقلابية
عمليات مستحدثة لعلاج الداء السكرى
النظرة المستقبلية
ان استمرار الجراحات والمتابعة و الدراسات الموسعة أثبت نجاح هذه العمليات فى علاج مرضى الداء السكرى ذوي زيادة الوزن او ذوي البدانة البسيطة –مشعر كتلة الجسم 30-35%– كما اثبت نجاحه فى علاج مرضى الداء السكرى ذوي البدانة المفرطة –مشعر كتلة الجسم 35% فما فوق– ولذلك فأن الابحاث الجارية على العمليات موجهة نحو التوصل الى العلاج الامثل جراحيا للداء السكرى للمرضى دون أن تؤثر بوضوح على وزنه وبذلك تكون مخصصة لهذا المرض وليس لعلاج البدانة المفرطة فقط وبذلك يمكن أجرائها لمن يعانون من داء السكرى والمتلازمة الاستقلابية مع أو دون وجود بدانة بسيطة أو زيادة فى الوزن –مشعر كتلة الجسم دون 30%– وليس بدانة مفرطة فقط
يحتاج المصاب بالسكر إلى نظام غذائي صحي متوازن ، يحتوي على السعرات الحرارية المطلوبة ونسب مكونات الغذاء من البروتينيات والدهون والنشويات كما يحتاج مريض السكري إلى نظام رياضي متوازن بصورة منتظمة على أن يكون بما يعادل نصف ساعة ثلاث مرات أسبوعياً على الأقل. وللنشاط البدني دور في تنشيط عمل الأنسولين وإنقاص وزن الجسم.