إذا كنت ممن سبق و خضعت لجراحة سابقة لعلاج البدانة و عاد إليك وزنك السابق أو فشلت عمليتك (لم ينخفض وزنك كفاية) فما هي الخيارات المتاحة و ما هي الجراحات المقترحة و مامدى فعالية كل منها بعد فشل تجربتك الأولى
بعد جراحة أولى فاشلة تشكل الجراحة الثانية لتدبير البدانة المرضية تحدياً حقيقياً لكامل الفريق الطبي إضافة لكونها قراراً حرجاً بالنسبة للمريض الذي سبق و خضع لجراحة باءت بالفشل
- الصعوبة الأولى:
تكمن في اختيار الإجراء الجراحي المناسب للمريض و هذا لإختيار يشكل تحديا حقيقياً لخبرة الجراح و مهارته و مقاربته للمريض و يرتبط الموضوع بشكل كبير بماهية العمل الجراحي الأول و تحديد الأسباب المؤدية لفشله. هل السبب هو إختيار أو إستطباب خاطئ من قبل الجراح الأول أم أن المشكلة تتعلق بالتزام المريض و عدم تقيده بالتعليمات أو ربما خطأ تقني في الجراحة نفسها
هذا الموضوع حساس للغاية إذ أن مسؤولية اختيار الجراحة المناسبة في المرة الأولى تقع على عاتق جراح البدانة المختص و ترتبط بشكل مباشر بخبرته و اطلاعه و دراسته لوضع مريضه فعلى سبيل المثال يجب أن لا يقوم الجراح بإجراء جراحي يتطلب التزام شديد من المريض إذا تبين له عدم قدرة هذا المريض على الالتزام بالتعليمات .. و هكذا
كثير من الأطباء يحملون تبعة إختيارهم الخاطئ إلى رغبة المريض و إختياره و إمكانياته المادية ضاربين بعرض الحائط كل ما يتعلق بالإستطبابات العلمية و الخيارات الطبية الصحيحة و الإختلاطات متناسين مسؤوليتهم بتوضيحها لمريضهم
إن تعريض المريض لعمل جراحي محكوم عليه بالفشل مسبقاً كونه غير مناسب لحالته و درجة بدانته و عاداته الغذائية بحجة رغبة المريض نفسه و اختياره لا يعفي الجراح من المسؤولية الأخلاقية و المهنية قبل المسؤولية القانونية
- الصعوبة الثانية:
و هي صعوبة تقنية تتعلق بالإلتصاقات و التغير التشريحي الحاصل بعد الجراحة الأولى و هي تتطلب خبرة و مهارة تقنية عالية من قبل الجراح و يبقى احتمال الحاجة للفتح الجراحي بدلا عن التنظير وارداً
- الصعوبة الثالثة:
هي الزيادة الكبيرة في نسبة الإختلاطات ما حول العمل الجراحي حيث تتراوح بين 5-50% أي أنها أكثر ب 5 أضعاف على الأقل من خطورة الجراحة الأولى
- الصعوبة الرابعة:
زيادة نسبة المراضة بعد الجراحة الثانية بسبب عدة عوامل منها زيادة المدة الزمنية للعمل الجراحي و التغيرات التشريحية الحاصلة في أعضاء مختلفة و في جوف البطن مما يجعل ظروف المفاغرات و العمل الجراحي أكثر صعوبة و تعقيداً
- الصعوبة الخامسة:
.و هي صعوبة نزول الوزن أو ما يسمى بالوزن المعند. معظم هؤلاء المرضى يكون نزول الوزن لديهم أبطأ من أقرانهم الذين لم يخضعوا لجراحة سابقة.
- الصعوبة السادسة:
ارتفاع التكلفة المادية للعمل الجراحي الثاني بشكلٍ كبير مما يشكلُ خيبةَ أملٍ للمريض و احراجاً للجراح.
خيارات الجراحة الثانية:
تُشاهَدُ مُعْظَمُ حالات عَودَة الوَزْن أَو فَشَلُ الإجراء الجِراحيّ في :
- حِزام المعدة المُجرى لِمرضى تَزيدُ BMI لديهِم عَنْ 50 % ,أو لَديهم مضادُ إستِطباب آخر للجِراحة المُحَدِّدَة كأَنْ يكونَ مِنَ المُدْمِنينَ على الحَلويّات Sweet eater أوْ مِنَ المُصابين باضطراباتِ الشَهيّةِ السُلوكيَّة.
- تصغير المعدة أو استِئْصال المعدة الطولّي Sleeve أو الطي الطولي للمعدة لدى الفئات السابقة .
- تصنيع المعدة الطوليّ أو تدبيس المعدة و هوَ إِجراءٌ قديم أُلغيَ في مُعظَمِ المراكز, وَ يعودُ الفَشَلُ فيهِ لِنَفْسِ الأسبابِ السابقةِ يُضافُ إلَيْها فَشَلُ خَطِّ التِدْبيس.
- تغيُّر العادات الغِذائية وَ عدمُ التزامِ المرضى بعدَ الجراحة بالتعليماتِ رُغْمَ عدمَ وجودِ مضاد إستطبابٍ سابقٍ, هذهِ الحالةُ تحْدُثُ عادَةً بشكلٍ مُتأخِر ,بعدَ مضيِّ أكثرَ مِنْ 5 سنوات على كل عمليات بلا استثناء و هي تعتبر أصعب الحالات.
- الفشلُ التِّقني بإجراء الجِراحة نفسها كإجراءٍ غيرُ نظامي (تكنيك جراحي خاطئ) متل السليف الواسِع و الجيب المعدي الكبير أو المفاغرة الواسعة في التحويل أو فشل تقني بِطيِّ المعدة. و هنا يمكنُ بحثُ إعادةُ اجراء العمل نفسه بتقنيةٍ صحيحةٍ اذا كانَ الاستطبابُ الأصليُ صحيحاً.
تعدُّ عمليَّةُ تحويل المعدة Gastric Bypass العملَ الجراحيَّ النوعِيَّ أَوِ الذَّهَبي كَونٌه أّكثَرُ فعَّاليَّةً مِنَ العمليات الحاصِرة وَ نسبَةُ إختلاطاته الاستقلابيَّة معقولة بما يتناسبُ مَعَ الفعاليَّةِ الجيدة بإنقاص الوَزن .
إذا كانت العملية الأولى مجراة بتقنية صحيحة فإنَّ إجراء إِعادَة للجراحة الفاشلة كَإجراء حَلقة جديدة بَدَلَ الحلقة الأولى Rebanding أو إعادة تصغير المعدة بعد فشل التصغير Resleeve أو إعادة الطي أو الإنتقال مِنَ الحزامِ المعديّ إلى تصغير المعدة يعدُّ عملاً غير منطقي (كالمُستجيرِ من الرَّمضاءِ بالنَّارِ) لأنَّ فشل الحزام يعدُّ فشلاً لكلّ العمليات المحدِّدة للسِعَةِ المعديَّة وَ لِلوصولِ إلى نتائجَ و فعَّاليَّةٍ أفْضَل لا بُدَّ مِنَ الإنتقال إلى عملٍ جراحيٍّ آخر أكثرُ فعاليَّة يقومُ على آليةِ تأثيرٍ مُختلفةٍ عَنْ تِلْكَ الَّتي ثبَتَ فَشَلُها.